مصطلح إدارة الهوية والوصول (IAM)في أمن البيانات
إدارة الهوية والوصول (Identity and Access Management – IAM) هي الإطار الذي يضمن أن الشخص الصحيح يحصل على الوصول الصحيح إلى الموارد الصحيحة داخل المؤسسة
بمعنى أبسط: IAM هي النظام الذي يعرّف “من هو المستخدم؟” و“ماذا يُسمح له أن يفعل؟”
تشبه IAM وجود حارس أمن رقمي يمتلك قائمة دقيقة توضح:
لهذا السبب يُطلق عليها أحيانًا اسم إدارة الهوية (IdM) لأنها لا تتحكم فقط في صلاحيات الوصول، بل في هوية المستخدم الرقمية بالكامل
داخل أي مؤسسة، قد تكون إدارة الهوية والوصول IAM نظامًا واحدًا متكاملًا، أو مجموعة من:
باختصار:
تتحقق أنظمة IAM من هوية المستخدم، وتحدد مستوى صلاحياته، وتدير كيفية وصوله إلى البيانات والأنظمة الحساسة، ما يجعلها جزءًا أساسيًا من أمن المؤسسات الحديثة.
تعمل إدارة الهوية والوصول IAM من خلال تنفيذ مهمتين أساسيتين تشكلان العمود الفقري لأي نظام أمني داخل المؤسسة:
هذه المرحلة تتأكد من أنّ المستخدم أو الجهاز أو التطبيق هو فعلاً ما يدّعي أنه عليه. ويتم ذلك عبر:
كما تُعد حلول الهوية السحابية أكثر أمانًا ومرونة من الاعتماد على اسم مستخدم وكلمة مرور فقط، لأنها توفر طبقات تحقق إضافية يصعب اختراقها.
بعد التأكد من الهوية، تحدد IAM مستوى الوصول المناسب لكل مستخدم بناءً على دوره
فبدلًا من إعطاء الشخص وصولًا كاملًا إلى كل الأدوات، تتيح IAM ما يعرف بـ تجزئة الصلاحيات (Access Segmentation)، مثل:
مثال بسيط:
في نظام إدارة محتوى (CMS)، لن يحصل الكاتب على صلاحيات المدير، ولن يحصل المحرّر على صلاحيات تعديل الإعدادات، بل يتم منح كل شخص أقل قدر من الوصول اللازم لإنجاز مهامه.
وبهذا تضمن IAM أن كل شخص داخل المنظمة يستخدم الأنظمة والبيانات بطريقة آمنة ومضبوطة، دون تجاوز أو وصول غير مصرح به
ما هي إدارة الوصول؟ (Access Management)
إدارة الوصول هي العملية التي تتحكم وتراقب الموارد التي يمكن لكل مستخدم الوصول إليها، وما يمكنه فعله داخل النظام بعد تسجيل الدخول، حيث يتم تحديد هذه الصلاحيات بناءً على مهام المستخدم واحتياجات عمله فقط
مثال مبسّط: عندما يسجّل أحمد الدخول إلى بريده الإلكتروني:
مثال آخر داخل الشركات:
هنا تكمن قوة إدارة الوصول:
الوصول ليس شاملًا، بل محددًا بدقة حسب الدور.
الفرق بين إدارة الهوية وإدارة الوصول
تعمل إدارة الهوية وإدارة الوصول داخل نظام IAM كجناحين مكملين لبعضهما، لكن لكل منهما دور مختلف وواضح:
تركّز على الإجابة عن سؤال: “من أنت؟”
وهي مسؤولة عن:
بمعنى آخر:
إدارة الهوية تنشئ الهوية الرقمية للمستخدم داخل النظام وتثبت أنه الشخص الموصوف في قاعدة البيانات.
تركّز على السؤال: “ماذا يُسمح لك أن تفعل؟”
بعد التحقق من الهوية، تستخدم AM بيانات هويتك لتحديد:
هي التي تمنع الموظف العادي من الدخول لملفات HR، وتسمح للمدير التنفيذي بالوصول إلى لوحة التحكم، وتحدد ما إذا كان المستخدم “مشاهد فقط” أو “محرر” أو “مدير”.
خلاصة الفرق
فقط لأن المستخدم تم التحقق منه، لا يعني أنه يمتلك حق الوصول إلى كل شيء داخل الشبكة.
لا يمكن تخزين الهوية البشرية الكاملة داخل جهاز كمبيوتر، لذلك يشير مفهوم الهوية الرقمية في عالم الحوسبة إلى مجموعة من الخصائص والمعلومات التي يمكن قياسها وتسجيلها رقميًا بشكل دقيق
تشبه هذه الفكرة بطاقة الهوية الشخصية:
البطاقة لا تحتوي على كل تفاصيل حياتك، لكنها تضم معلومات كافية—مثل الاسم والصورة والرقم الوطني، والتي تسمح بالتأكد من أنك الشخص الصحيح.
بالطريقة نفسها، تخزّن الأنظمة مجموعة من البيانات التي تمثل المستخدم، وتستخدمها لتأكيد الهوية عند تسجيل الدخول أو محاولة الوصول إلى أي خدمة
فعندما يحاول المستخدم الدخول، يقوم النظام بمقارنة الخصائص الخاصة به مع البيانات المخزنة في قاعدة الهوية، وإذا تطابقت يتم تأكيد الهوية
وتُسمّى هذه الخصائص باسم عوامل المصادقة (Authentication Factors) لأنها تساعد في التحقق من أن المستخدم هو نفسه من يدّعيه
يعتمد التحقق من الهوية الرقمية عادةً على واحد أو أكثر من ثلاثة عوامل أساسية:
وهو معلومات خاصة يجب أن يعرفها المستخدم وحده، مثل:
مثال:
يريد أحمد تسجيل الدخول إلى بريده الإلكتروني الخاص بالعمل.
لإثبات هويته، يكتب:
طالما لا يعرف كلمة المرور سوى أحمد، يستطيع النظام تأكيد هويته والسماح له بالوصول إلى بريده ،أما إذا حاول شخص آخر إدخال البريد دون كلمة المرور الصحيحة، فلن يتمكن من تسجيل الدخول.
هو عنصر مادي لا يملكه إلا المستخدم الحقيقي، مثل:
مثال:
قررت المؤسسة التي يعمل فيها أحمد زيادة مستوى الأمان، وتطلب استخدام عاملين بدل عامل واحد.
بعد كتابة كلمة المرور، يرسل النظام رمزًا لمرة واحدة إلى هاتف أحمد الشخصي
بما أن أحمد وحده يملك هاتفه، فإن إدخال الرمز يثبت أنه المستخدم الحقيقي
ويُعرف بعامل القياسات الحيوية (Biometrics)—خصائص فريدة من جسم الشخص مثل:
مثال:
تقرر مؤسسة أحمد رفع الأمان إلى أقصى مستوى عبر التحقق بثلاثة عوامل.
الآن يحتاج أحمد إلى:
بهذه الخطوات الثلاث، يتأكد النظام بنسبة عالية من أن المستخدم هو بالفعل أحمد
الخلاصة: في العالم الحقيقي، هوية الشخص معقّدة ومكوّنة من تفاصيل لا حصر لها
لكن في العالم الرقمي، يتم تمثيل الهوية عبر مجموعة من عوامل المصادقة المخزّنة في قاعدة بيانات الهوية
ولمنع انتحال الشخصيات والوصول غير المشروع، تقوم أنظمة الكمبيوتر بمطابقة بيانات المستخدم مع هذه القاعدة في كل محاولة تسجيل دخول.
وبذلك تصبح الهوية الرقمية جزءًا أساسيًا من عمل أنظمة IAM في المؤسسات لضمان أمان المستخدمين والبيانات
مبدأ أمان الثقة المعدومة أو الثقة الصفرية هو نموذج يتحقق بدقة من هوية كل مستخدم وجهاز متصل بالموارد على الشبكة ، سواء كان المستخدم أو الجهاز داخل أو خارج محيط الشبكة ، و يرتبط Zero Trust ارتباطًا وثيقًا بـ IAM ، نظرًا لأنه يعتمد على التحقق من الهوية وتقييد الوصول.
يستخدم Zero Trust مصادقة متعددة العوامل (MFA) ، والتي تتحقق من عاملين أو ثلاثة من عوامل الهوية المذكورة أعلاه بدلاً من عامل واحد فقط ، كما يتطلب أيضًا تنفيذ مبدأ الامتياز الأقل (least privilege) للتحكم في الوصول.
الأهم من ذلك ، بمجرد تأكيد هوية الشخص ، لا تزال الثقة المعدومة (Zero Trust) لا تثق تلقائيًا في تصرفات هذا الشخص بناءََ على ذلك ، يتم مراقبة كل طلب وتفتيشه بشكل فردي بحثًا عن أي نشاط مخترق.
يتم الحصول على الأدوات اللازمة لتفعيل إدارة الهوية والوصول من موفري الهوية (IdP) وهو منتج أو خدمة تساعد في إدارة الهوية ، وغالبًا ما يتعامل IdP مع عملية تسجيل الدخول الفعلية ،و
يندرج أيضا ََ مقدمو خدمة تسجيل الدخول الأحادي (SSO) ضمن هذه الفئة ، ويمكن أن يكون موفرو الهوية جزءًا من إطار عمل IAM ، لكنهم لا يساعدون عادةً في إدارة وصول المستخدم.
تشمل الأدوات اللازمة لتنفيذ IAM أدوات إدارة كلمات المرور ، وتطبيقات تنفيذ سياسة الأمان ، وتطبيقات الإبلاغ والمراقبة ، يمكن أن تشمل أدوات IAM ، على سبيل المثال لا الحصر:
تعد إدارة الهوية والوصول – اختصار IAM عنصرًا أساسيًا لأي مؤسسة تسعى للحفاظ على أمان بياناتها والتحكم الدقيق في الوصول إلى مواردها.
من خلال التحقق من هوية المستخدمين، تحديد الصلاحيات بدقة، ومراقبة النشاطات باستمرار، تساعد IAM المؤسسات على منع الاختراقات وحماية المعلومات الحساسة.
تطبيق أفضل الممارسات في IAM يشمل:
باختصار، IAM ليست مجرد أداة تقنية، بل استراتيجية شاملة تجمع بين الهوية، الوصول، والسياسات الأمنية لضمان أن كل مستخدم في المؤسسة مصرح له فقط بما يحتاجه لإنجاز مهامه، مما يحمي الشركة من المخاطر الداخلية والخارجية ويعزز الثقة في النظام الرقمي بأكمله
إقرأ أيضاََ : كلمات المرور هل اصبحت من الماضي
في عالم يسوده التنقل والسفر والتفاعل مع لغات متعددة، أصبحت الترجمة الفورية ضرورة يومية وليست…
يشهد عالم الذكاء الاصطناعي سباقًا محمومًا بين عمالقة التكنولوجيا، تتقدمه اليوم أضخم منظومتين لغويتين على…
في زمنٍ أصبحت فيه التقنيات الذكية جزءًا من حياتنا اليومية، يبرز ذكاء اصطناعي قوقل كواحد…
اسأل الذكاء الاصطناعي ودع الإجابات تفتح أمامك آفاقًا جديدة من المعرفة في زمن السرعة الرقمية،…
في عصر المحتوى الرقمي، أصبح إنستغرام ريلز وسيلة لا غنى عنها لجذب الانتباه وبناء جمهور…
في عصر العولمة وانتشار المحتوى الرقمي، أصبح البودكاست واحدًا من أهم وسائل نقل المعلومات والترفيه…