في عصر المعلومات والتكنولوجيا، أصبح الناس أكثر قدرة على التمييز بين المحتوى الإعلاني التقليدي والمحتوى الذي يقدم قيمة حقيقية ، فالتسويق عبر المحتوى أصبح أكثر تطورًا وتوجهًا نحو توفير حلول ملموسة للمشاكل التي يواجهها الجمهور بدلاً من مجرد الدفع المباشر للبيع.
في هذا المقال، سنتناول كيف يمكن كتابة محتوى يحقق الهدف التجاري من دون أن يبدو مُزخرفًا بالإعلانات المباشرة، بل يبدو طبيعيًا وجذابًا، ويعزز التواصل مع القارئ بشكل غير مباشر ، اليك الخطوات :
لكي تكتب محتوى يبيع، يجب أن تعرف جمهورك جيدًا، عليك أن تدرك تمامًا ما هي احتياجاتهم، مشاكلهم، وطموحاتهم ، عندما تفهم جمهورك يمكنك كتابة محتوى يناسب احتياجاتهم ويعكس اهتماماتهم، مما يجعلهم يشعرون أنك تتحدث إليهم مباشرة.
قبل أن تبدأ الكتابة، قم بعمل بحث شامل حول جمهورك المستهدف: ما هي الأسئلة التي يطرحونها؟ ما الذي يعانون منه؟ وما الذي يبحثون عنه لتحسين حياتهم؟
على سبيل المثال : إذا كنت تبيع أدوات مكتبية، يجب أن تعرف ما الذي يهم موظفي المكاتب، مثل التنظيم أو الراحة في العمل ، فبدلاً من التحدث عن المنتج بحد ذاته ركّز على كيفية تسهيل الحياة اليومية لمستخدمي هذا المنتج.
أحد أسرار كتابة محتوى يبيع دون أن يبدو إعلانياً هو الابتعاد عن التركيز على المنتج أو الخدمة بشكل مباشر، بل ينبغي التركيز على المشكلة التي يعاني منها جمهورك وكيف يمكن حلها ، فعندما يشعر القارئ أن المحتوى يقدّم له قيمة حقيقية ويعالج مشكلة حقيقية، يكون أكثر استعدادًا للاهتمام بالحل الذي تقدمه.
على سبيل المثال :
إذا كنت تروج لمنتج تجميل، بدلاً من قول: “اشترِ كريمنا الجديد الآن”، يمكنك القول:
“هل تعانين من آثار الشمس على بشرتك؟ جربي هذا المنتج الذي يساعد في استعادة نضارة البشرة بشكل طبيعي.”
هذه الطريقة تحوّل التركيز من مجرد البيع إلى تقديم حل.
إن الناس يتواصلون مع القصص أكثر من أي نوع آخر من المحتوى. عندما تروي قصة، فإنك تخلق اتصالًا عاطفيًا مع القارئ. فالقصص تجعل الرسالة أكثر مصداقية، وتعزز من قدرة الجمهور على التفاعل مع المحتوى. بدلاً من أن تذكر ميزات منتجك بشكل جاف، احرص على تقديمه من خلال قصة أو تجربة حقيقية.
على سبيل المثال، بدلاً من كتابة:
“منتجنا يضمن لك نومًا هنيئًا”
يمكنك أن تقول:
“بعد أن كانت ليلى تعاني من الأرق لفترة طويلة، جربت هذا المنتج، أصبحت تنام بعمق.”
باستخدام القصة، تمنح القارئ الفرصة للتخيل والتعاطف مع الشخصية، مما يزيد من تأثير رسالتك.
لا تحاول أن تكون معقدًا أو بعيدًا عن الجمهور ، الكتابة الإبداعية التي تبيع المحتوى دون أن تبدو إعلانية هي التي تستخدم لغة بسيطة وصادقة ، حاول دائمًا أن تكتب بلغة قريبة من القارئ، كما لو أنك تتحدث مع صديقك المقرب ولا تُفرط في استخدام المصطلحات الفنية أو التسويقية المعقدة، بل اجعل النص سهل الفهم ويمكن للجميع التفاعل معه.
على سبيل المثال :
بدلاً من أن تقول: “منتجنا يمتاز بخصائص مبتكرة ومتطورة تؤمن لك حلولاً فعّالة على المدى البعيد”،
يمكنك أن تقول:
“اكتشف كيف يمكن لهذا المنتج أن يساعدك على حل مشكلتك بشكل سريع وفعّال.”
هذه الطريقة تجعل القارئ يشعر أن المضمون موجه له شخصيًا، دون الشعور بأنه تحت ضغط لشراء شيء ما.
قبل أن تدعو القارئ لشراء منتجك أو خدمتك، يجب أن تقدم له قيمة حقيقية قد تكون هذه القيمة في شكل نصيحة مفيدة، فكرة جديدة، أو محتوى ملهم ، عندما تشارك شيء ذي قيمة، يكون القارئ أكثر استعدادًا للاستجابة للعرض الذي تقدمه.
مثال على ذلك:
“إذا كنت تواجه صعوبة في كتابة محتوى يحقق تفاعلًا، إليك بعض النصائح التي ستساعدك على تحسين استراتيجيات الكتابة الخاصة بك.”
وفي النهاية، يمكنك ربط هذه النصيحة بالمنتج أو الخدمة التي تقدمها:
“ولتحقيق أفضل نتائج، يمكنك استخدام الأدوات التي نقدمها في موقعنا والتي تدعم كتابة محتوى احترافي.”
حتى وإن كان هدفك هو البيع، يجب أن تتجنب جعل الدعوة إلى اتخاذ إجراء (CTA) مزعجة أو مباشرة جدًا ، بدلاً من استخدام عبارات مثل “اشترِ الآن” بشكل متكرر، يمكنك استخدام دعوات تكون أكثر لباقة وتحفيزًا
مثال على ذلك:
“هل أنت مستعد لتجربة هذا الحل؟ لا تتردد في اكتشاف المزيد هنا.”
هذه الدعوة غير مباشرة، لكنها تحفز القارئ على اتخاذ الخطوة التالية دون أن يشعر بأنه يتعرض لضغط لشراء شيء ما.
إحدى أفضل الطرق لجعل المحتوى أكثر مصداقية وجذبًا للعملاء هي من خلال استخدام شهادات العملاء وتقييماتهم ، فعندما يرى القارئ أن الآخرين قد استفادوا من المنتج أو الخدمة التي تعرضها، فإنه يصبح أكثر ثقة في شراء ما تقدمه
يمكنك دمج الشهادات داخل المقالة بشكل طبيعي ، مثلاً بعد الحديث عن فوائد منتجك أو الخدمة، يمكنك تضمين شهادة عميل حقيقي:
“لقد جربت هذا المنتج بالفعل وكنت متشككًا في البداية، لكن بعد فترة قصيرة، لاحظت تغيرًا كبيرًا في نوعية حياتي ، أوصي به بشدة!”
يمكن أيضًا استخدام التقييمات التي حصل عليها منتجك على منصات التجارة الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي.
الناس غالبًا ما يتخذون قراراتهم بناءً على مشاعرهم، قبل أن يستخدموا عقولهم للتحليل ، إذًاكيف يمكننا استخدام هذه الحقيقة لصالحنا عند كتابة محتوى يبيع؟
إليك بعض الأساليب النفسية التي يمكن أن تضيف قوة لمحتواك:
من الأخطاء الشائعة في كتابة المحتوى الإعلاني هو محاولة الضغط على القارئ لاتخاذ قرار سريع ،بينما قد ينجح هذا في بعض الأحيان إلا أن الغالبية العظمى من الناس يفضلون أن يتخذوا قراراتهم بناءً على معلومات واضحة وصحيحة ، اجعل دعواتك للعمل شديدة البساطة، ودع الجمهور يتخذ القرار في الوقت الذي يشعر فيه بالراحة.
قد يكون من الأفضل أن تقدم أكثر من خيار للقارئ:
“إذا كنت غير متأكد، يمكنك دائمًا تجربة المنتج مع ضمان استرداد الأموال في حال لم يعجبك.”
أو
“نحن نؤمن بمنتجاتنا، وإذا لم تجد أي فائدة، يمكنك الحصول على استرداد كامل.”
تقديم هذه الضمانات يساعد على تقليل التردد ويعطي القارئ الثقة للشراء.
محتوى تعليمي يكون أكثر جذبًا عند دمجه مع الترويج للمنتجات أو الخدمات ، فبدلاً من أن يبدو المحتوى مجرد عرض للبيع، يمكن جعله مفيدًا ويضيف قيمة للقارئ.
على سبيل المثال، يمكن لمقال يشرح كيفية تحسين الإنتاجية أن يتضمن رابطًا لمنتجك الذي يساعد على تحقيق هذا الهدف.
مثال: “إذا كنت ترغب في تحسين جودة نومك، جرب هذه التقنيات البسيطة التي يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياتك اليومية. وإذا كنت بحاجة إلى دعم إضافي، يمكن لهذا المنتج أن يكون الحل المثالي.”
بهذا الشكل، تصبح الترويج للمحتوى جزءًا طبيعيًا من النص التعليمي، وليس إعلانات منفصلة
من أكثر الأمور التي تميز المحتوى الذي يبيع دون أن يبدو إعلانياً هو الانتباه للتفاصيل الصغيرة التي قد لا يلاحظها الجميع ولكنها تحدث فرقًا كبيرًا. مثلًا:
هذه التفاصيل الصغيرة تمنح القارئ شعورًا بالاحترافية وتساعد على بناء علاقة طويلة الأمد مع الجمهور.
الكتابة الإبداعية التي تبيع لا تعني أن تكتفي بالضغط على الزر الصحيح لتوجيه القارئ نحو الشراء، بل تتطلب تقديم محتوى حقيقي، مفيد، وأصيل ، و يتحقق هذا من خلال التركيز على حل المشكلات، استخدام القصص الواقعية، والكتابة بلغة قريبة من الجمهور، يمكنك تحقيق تفاعل قوي ونتائج فعالة.
لا تنسى أن تضع في اعتبارك مبدأ الصدق والمصداقية، لأن القارئ يستطيع بسهولة تمييز إذا كان المحتوى يهدف فقط للبيع أم لا ، فالمحتوى الذي يبيع دون أن يبدو إعلانياً هو المحتوى الذي يضع مصلحة الجمهور في المقام الأول، ويؤسس لعلاقة طويلة الأمد من الثقة والاحترام المتبادل.
في عالم يسوده التنقل والسفر والتفاعل مع لغات متعددة، أصبحت الترجمة الفورية ضرورة يومية وليست…
يشهد عالم الذكاء الاصطناعي سباقًا محمومًا بين عمالقة التكنولوجيا، تتقدمه اليوم أضخم منظومتين لغويتين على…
في زمنٍ أصبحت فيه التقنيات الذكية جزءًا من حياتنا اليومية، يبرز ذكاء اصطناعي قوقل كواحد…
اسأل الذكاء الاصطناعي ودع الإجابات تفتح أمامك آفاقًا جديدة من المعرفة في زمن السرعة الرقمية،…
في عصر المحتوى الرقمي، أصبح إنستغرام ريلز وسيلة لا غنى عنها لجذب الانتباه وبناء جمهور…
في عصر العولمة وانتشار المحتوى الرقمي، أصبح البودكاست واحدًا من أهم وسائل نقل المعلومات والترفيه…